نادي محافظة دمشق الرياضي والثقافي والاجتماعي هو أول ناد سوري يعتني بالنشاط الثقافي والاجتماعي إضافة لنشاطه الرياضي المتميز وهذا أثبتته الأيام من خلال الأعمال والنشاطات الكثيرة التي رعاها النادي وقدم لها جلّ اهتمامه ودعمه.
حظي النادي بمنشأة عملاقة تعتبر فخر المنشآت الرياضية في دمشق وهي قادرة على استيعاب الألعاب الممارسة والنشاطات الموازية، وهذا كله يساهم بتنفيذ البرامج الرياضية وغيرها بكل أريحية ودون عناء البحث عن صالة تدريب ومسرح ومدرسة.
وكما بدأ استمر النادي برعاية المواهب والخامات الواعدة، ولتفعيل هذه الرعاية كان المشروع الضخم (بكرا إلنا) برعاية المواهب الرياضية والثقافية والفنية بالتعاون مع العديد من الوزارات والمؤسسات ذات الصلة لاسيما وزارة التربية والاتحاد الرياضي العام، عبر التواصل المباشر مع المدارس والمراكز لاستقطاب المواهب ورعايتها حيث يستمر عمل النادي بإشراف محافظة دمشق في برنامج رعاية المواهب ويعمل بكل دأب وجد لاستمرار هذا المشروع الذي سيعود بالخير على الرياضة السورية فالاحتراف الحقيقي ليس بالرياضة فقط بل الاحتراف بالثقافة والنشاطات الاجتماعية وهي خطوة مهمة جداً لرياضتنا وحضارتنا والتي يجب تعميمها على باقي مجالس المحافظات في سورية ليكون احتراف الرياضة والثقافة والحضارة في سورية كلها وليس لمحافظة دمشق فحسب.
ويعتبر هذا المشروع الإنمائي الكبير الذي وفرّت له محافظة دمشق كل الدعم أحد أهم المشاريع التي يعمل عليها النادي لبناء الإنسان الوطني برياضته وعلمه وهوايته وعقله وقلبه كما يهدف لاستقطاب الجيل وتنمية هوايته ومهارته في كل الاختصاصات الرياضية والفنية والثقافية بإشراف نخبة الأكاديميين المتخصصين.
ويشير السيد محمد السباعي رئيس نادي المحافظة ومدير مشروع بكرا إلنا أنّ الهدف الجوهري للمشروع هو بناء الأجيال بطريقة نموذجية انطلاقاً من مواهبها وتفعيلها إلى تميز وإبداع منوهاً بالدعم الكبير الذي يتلقاه هذا المشروع من محافظة دمشق كي يحقق النجاح ويبلغ الطموحات المرجوة في صناعة أمل سورية الجديد.
وأضاف السباعي: إن المشروع يعزز ترسيخ حب الوطن لدى الأطفال والحفاظ على خيراته ويؤكد على مبدأ التلاقي والحوار والتعاون وصولاً إلى بناء أسرة سورية موحدة ويوفر عوامل النجاح من مستلزمات ومدربين أكفاء ومراكز موزعة في دمشق وريف دمشق لمختلف الأنشطة لاكتشاف مواهب جديدة ورعايتها ليكونوا بناة مستقبل سورية المشرق لافتاً إلى أنّ بناء وتكوين الشباب واليافعين هو رسالة للعالم بأن سورية تتعافى ومتجهة إلى النصر النهائي مع الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب في جميع الميادين.
وأكد السباعي أن فكرة المشروع تمّ طرحها منذ عشرين عاماً وتمت ترجمتها على أرض الواقع بداية عام 2014 بدعم من محافظة دمشق ونحن الآن في المرحلة الرابعة ووصل عدد المواهب التي تمت رعايتها أكثر من 40 ألف طفل وطفلة في 34 مركزاً حيث أدخلناهم في أجواء المنافسة في الرياضة والفن والموسيقا والكورال والرسم والحالات الإبداعية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء بإشراف خبرات تخصصية للاستفادة منهم مستقبلاً في كل المؤسسات الرياضية وغير الرياضية.
وكشف السباعي أن النادي ينظم دورات مستمرة في جميع التخصصات بإشراف خبرات محلية وخارجية بهدف صقل الكوادر البشرية لمسايرة التطورات الحديثة وفق رؤية وتخطيط وتنظيم ولا سيما بطرق التعليم والتعامل مع الطفل وبناء الجيل الواعد.
وختم رئيس النادي حديثه بالتأكيد أنّ ثمار المشروع أينعت وبدأ القطاف فبدأت المواهب تحصد البطولات في مختلف الألعاب إضافة إلى تألق مواهب الكورال في سورية وخارجها إضافة إلى الفرق التمثيلية والمسرحية ومواهب الإبداع الأخرى الذين ساهموا في اختراعات كثيرة في الكيمياء والفيزياء وغيرها .
وتأسس نادي محافظة دمشق عام 1988 كمؤسسة رياضية وثقافية واجتماعية وتوج عام 1993 بالمركز الأول في تقييم الاتحاد الرياضي العام كأفضل ناد سوري كما قدّم للمنتخبات الوطنية نحو 135 لاعباً ولاعبة توجوا بميداليات متنوعة.
وانطلقت المرحلة الأولى لمشروع بكرا إلنا عام 2014 واستهدفت 1250 طفلاً وطفلة وانتهت بعشرة آلاف بينما انطلقت المرحلة الثانية بعشرة آلاف وانتهت بثلاثين ألف طفل والمرحلة الثالثة بدأت بثلاثين ألفا وانتهت بأربعين ألفاً.
صفوان الهندي
