على الرغم من أنها خريجة علم التغذية الصحية والعلاجية وتعرضت لمحاربة أهلها وعدم قناعتهم بمهنة التمثيل إلا أنها اتجهت نحو عالم الفن لتؤكد موهبتها وتتميز كفنانة بالعقلانية والتريث والحرص على الاختيار الصحيح لأدوارها وأعمالها.
هي فنانة خاصة لأدوار محددة، صعبة ومركبة، لا أحد غيرها يتقنها، فبين تناقضات الغنى والفقر، والطيبة والشر، والطيبة والسوء هي أدوار كتبت لممثلة يمكنها إتقانها، وليس أي ممثلة، إنها الفنانة السورية لميس حسن التي اكتشفت خلال مسيرتها أموراً كثيرة لم تكن تتوقعها من نجوم الفن الكبار .. التقيناها وحاولنا الإبحار في أعماقها واكتشاف خباياها في هذا اللقاء..تابعوا معنا:
*- لماذا اخترت أن تكوني ممثلة وكيف كان اتجاهك نحو الفن ومن الذي اكتشف موهبتك؟
بداياتي كانت في المسرح خلال دراستي الإعدادية والجامعية عملت في فرق المسرح ثم انتقلت للكورال ومنها انضممت إلى فرقة فنون شعبية وعملت فيها كمدربة.. أحببت الفن منذ كان عمري 13 عاماً لم يكتشف موهبتي أحد.. بصراحة لا أحد يساعد أويتبنى فناناً مهما كان موهوباً وإنما عليه هو أن يثبت حضوره وتواجده على الساحة الفنية
*- درست علم التغذية الصحية والعلاجية في جامعة دمشق .. فما الذي دفعك لاقتحام ميدان الفن؟
رغبتي كانت في دخول المعهد العالي للفنون المسرحية بعد حصولي على الشهادة الثانوية إلا أنّ دراسة التمثيل كانت مرفوضة بالنسبة لأهلي فاخترت علم التغذية الذي أفادني كثيراً في حياتي الشخصية من ناحية الاهتمام بصحتي وصحة عائلتي والمحافظة على اللياقة البدنية.
*- فكيف قمت بإقناعهم لاحقاً وسلكت درب الفن؟
بداية لم يقتنعوا بدراسة الفن أربع سنوات للحصول على شهادة ممثل التي لاتطعم خبزاً برأيهم لكن مع مرور الأيام وخلال دراستي عملت في الفن وتعرضت لهجوم كبير من عائلتي وقطيعة لمدة عامين لكن الأن وبعد أن شاهدوا أن شغفي في هذه الحياة هو الفن أصبحوا من الداعمين لي ولعملي لاسيما والدتي التي باتت تشجعني وتقول أنني سأصبح نجمة في سماء الفن العربي
*- وهل ماأنت عليه اليوم هو ماكنت تتوقعين تحقيقه يوم بدأت مشوارك الفني؟
أكيد لا.. تفاجئت وصعقت عندما انخرطت في العمل بالوسط الفني اكتشفت أموراً كثيرة لم أتوقعها ومنها المحاربة للوجوه الجديدة من قبل بعض نجوم كبار وإلى الأن مازلت أعاني وأحارب من قبل أحد النجوم حتى لا أعمل ولم أكن أتوقع أن يحدث هذا الأمر.. لكن بما أنّني شخصية عنيدة إن بدأت عملاً أكمله حتى النهاية واخترت طريق التمثيل للوصول إلى النجومية فلن أتخلى عن حلمي ومشروعي كوني قادرة على هذا الأمر وثقتي بنفسي كبيرة ولو عاد بي الزمن للوراء وأعرف أنّ الوسط الفني فيه كل هذه الشللية والمحسوبيات والطعن والغدر كنت قتلت طموحي بيدي ولا أدخل الفن لكن بما أنني بدأت لن أترك حتى أصبح نجمة
*- هل تعتقدين أنّ الظروف قد تبرز فناناً لايستحق؟
مع كل أسف نعم.. هناك نجوم يدعمون أسماء معينة لاتستحق يقدمون لهم الدعم والشهرة كي يبقوا هم في الصف الأول فهؤلاء النجوم يعانون من عقد نفسية بمحاولاتهم التقليل من شأن المواهب الصاعدة وهذه الأفة في زيادة مع كل أسف
*- فكيف تفسحين المجال لإثبات نفسك في ظل زحمة الوجوه الفنية؟
الساحة لم تعد فيها الوجوه الفنية فقط وبما أنني لا أعرف اليأس وكنت لا أود البوح بهذا السر كي لا أتعرض للأذى.. حتى الأن لم أخذ فرصتي في بلدي سورية ولن أحصل عليها في ظل الشللية الفنية المرعبة والقاتلة لذلك قررت السفر إلى مكان أخر يقدر الفن والمواهب والفنانين .. طلبت للعمل في مصر وهم متمسكون بي وفور عودة المطارات للعمل سأسافر للمشاركة في فيلم أؤدي فيه دوراً هاماً ولن أعود حتى لو بدأت من الصفر وأنا متفائلة بتحقيق حلمي وأصبح نجمة.. بطبعي حساسة جداً ومن شدة حزني تعرضت قبل ستة أعوام لوعكة صحية أليمة ولم أجد من يقف إلى جانبي بالعكس هم يتمنون الموت ومن ثم يتباكون على هذا الفنان أو ذاك وكلامي هذا كثيرون يتمنون الحديث به لكن مايمنعهم عن ذلك هو الخوف من المحاربة..
*- هل تحبين الأدوار التي تشبه شخصيتك أم تلك التي تتناقض معها؟
خلال حياتي الفنية /15/ عاماً في الدراما وقبلها /7/ أعوام في المسرح أشتغلت مايشبه شخصيتي ونقيضها .. وعندما أعمل دوراً يشبه شخصيتي لاسيما الداخلية خلال عملية التصوير أتعب كثيراً وأمرض وأبكي لذلك أميل للأدوار التي تتناقض مع شخصيتي وخاصة أدوار الشر التي تستهويني وأستمتع فيها لاسيما أنها عكس شخصيتي مع الظلم الذي أتعرض لها أصبحت أتمنى أن أكون شريرة كوني لا أستطيع أن أكون كذلك في حياتي..
*- ماجديدك؟
بما أنني محاربة بكل الوسائل فهذا العام لايوجد لديّ عمل وإنما اشتغلت مع شركات الدوبلاج وكما قلت لك عندي تصوير فيلم في مصر فور انتهاء أزمة الكورونا التي اعترضت طريقي عندما لم يتدخل أحد أو يحاربني بدوري في هذا الفيلم.
*- من هو الممثل الذي تتمنين العمل معه؟
الزعيم عادل إمام.. أهم أحلامي العمل معه وتصوير مشاهد كبيرة وحلوة وسيأتي هذا اليوم إن شاء الله..وعلى فكرة أنا أتقن الكوميديا والإرتجال بطريقة احترافية والكثير من الأعمال أشاد بي المخرجون بأن ما ارتجلته أفضل وأحلى من النص المكتوب لذلك عندما أشاهد أفلام الزعيم القديمة أتمنى لو أني كنت معه وبصراحة أغار من أي ممثل أو ممثلة تؤدي دوراً معه في أعماله الجديدة
*- لو كنت رسامة فكيف ترسمين نفسك؟
ملكة.. لا أستطيع أن أكون إلا في مركز قوة وهذه إحدى صفات برج الأسد
*- هل تجيدين فن التخطيط لأحلامك؟
نعم..ولديّ أمل وتفاؤل بكل ماهو قادم والنجاح في تحقيق أحلامي رغم كل الظروف المحيطة
*- مانسبة الفشل في حياتك؟
لا أعترف بالفشل ولا أؤمن به وهو غير موجود في قاموس حياتي..هناك أمر واحد لا أعتبره فشلاً وإنما سوء اختيار هو زواجي الذي استمر /7/ أعوام ثم كان الطلاق
*- ماهي نقاط ضعفك؟
قلبي الطيب
*- هل كنت تتمنين الحياة في عصر أخر؟
نعم.. أشعر أنّ زمن الحروب والشللية ليس زمني وكما قلت لك عندما أشاهد أفلام الزعيم وهند رستم التي أنا من عشاقها أتمنى لو كنت موجودة في عصرهم وهناك فيلم هام لهند وهو (شفيقة القبطية) قدمت فيه أجمل الأدوار تمنيت لو أنا قمت أداء هذا الدور
*- من أقرب الفنانين إليك؟
الأغلبية أصدقائي لكن من بعيد .. عملت مع نجوم كبار : عباس النوري – سلوم حداد – أيمن زيدان – فراس إبراهيم.. لكن هناك فنان أتمنى الاجتماع معه في عمل ولو مرة واحدة هو بسام كوسا المتعدد المواهب والشخصيات هو مدرسة كبيرة يمكن لأي فنان أن ينهل منه ويتعلم الكثير ..
*- هل لك اهتمامات رياضية؟
الرياضة ضررية للفنان للاحتفاظ بالرشاقة على أن تكون منتظمة وجدية وهي تسهم في تحسين نوعية الحياة الاجتماعية وتبعث على الراحة النفسية وتخفف القلق والضغط النفسي.
*- فما الرياضة التي تمارسينها؟
أستمتع بالسباحة ورياضة المشي التي لا أستغني عنها لاسيما في هذه الظروف وسباقات السيارات وأتابع راليات العالم
*- وماالفريق الذي تشجعينه؟
منتخب سورية الذي أشجعه وكنت متعلقة بكل لحظات مبارياته التي يلعبها في تصفيات كأس العالم بكرة القدم وأتوقع لنسور قاسيون قفزات نوعية من التطور البدني والفني والجسدي لأنهم يحملون روح الحب والشجاعة وقلوباً مليئة بالشغف ليحصدوا لقب الفوز لقلوب ملايين السوريين الذين ينتظرون منهم ذلك.
*- أخيراً.. من أنت في كلمتين؟
لميس الطموحة التي لاتعرف اليأس أبداً..سأبقى أحارب حتى أحقق هدفي في هذه الحياة
صفوان الهندي